اتهامات بتلوين معلم في المغرب برمز المثليين

أثارَ طِلاءُ سلالم بالقُربِ منْ ضريح الأمير مولاي علي بن راشد وسط مدينة شفْشاون شمال المغرب، بألوَان "قوس قزح"، جدلاً واسعاً، بينَ من رأى في الخطوة استْفزازاً للساكنة المحلية "المُحافظة"، مُنتقدا اخْتيار "ألوان المثليين" لتزْيينِ جنباتِ الضّريح، وبينَ من اعتبرَ أن الأمر لا يعدو أن يكونَ "لوحة احْتفالية من الألوان" بعيدة عن الحمولات الإيديولوجية الضيقة.

وتعودُ تفاصيلُ الواقعة إلى بحر الأسبوع الماضي، بعدما قامتْ جمعية نسائية، بتنسيق مع السلطات المحلية والمجلس الإقليمي، بصباغة الأدراج المؤدية إلى مقبرة مدينة "الشاون" الجبلية، احتفالاً بعيد المرأة. ووقعَ اختيارُ اللجنة المنظمة لهذا النشاط على "ألوان الطيف" لتزيينِ جنبات ضريح الأمير مولاي علي بن راشد، وهو ما رفضهُ بعض النشطاء المحليين الذين قالوا إنَّ الألوان التي تمَّ اسْتعمالها تشيرُ إلى شعار "المثليين".

وأشارَ منتقدو الفكرة إلى أنَّ مدينة شفشاون تمتازُ بلونها الأزرق الدّاكن، موردين أن للمدينة الجبلية خصوصيات وتقاليد تميّزها عن باقي المدن، وتعتبر سر جاذبيتها، واستخدام مثل تلك الألوان قد يفقدها جماليتها، كما أن الألوان المستعملة ترمزُ إلى المثلية الجنسية، وهو ما يتعارضُ مع مبادئ الساكنة المحلية، داعينَ إلى "إصلاح الخطأ وعدم السّماح بتشويهِ سمعة المدينة".

بينما يرى مشجعو فكرة صباغة الأدراج بألوان قوس قزح أنَّ ذلك يدخل في إطار الإبداع الفني الإنساني، ويكرّس انفتاح المدينة الجبلية على العالم بكلّ تفاصيله الدينية والثقافية. وقالَ الكاتب الأدبي محمد لزرق: "هذه الألوان البهية العابرة للحدود والأجناس والجنسيات لم تثر حفيظتي، ما أثارَ حفيظتي هو فساد التسيير والفوضى"، محذراً من مغبة محو هذه الألوان لأن ذلك "سيعدُّ رضوخاً للدعششة الكامنة في النفوس".

وفي السياق، قال مسؤولو جماعة شفشاون إن "المجلس الجماعي لم يستشر ولم يخبر بالنشاط ولم يطلب منه الترخيص لإقامته، ولم تتم استشارة أي جمعية للفنانين التشكيليين في المدينة"، مشيراً إلى أنّ "عملية الصباغة قامت بها جمعية نسائية قدمت من مدينة فاس بمناسبة اليوم العالمي للمرأة".

وأكد المجلس الجماعي أنَّ "نشاط هذه الجمعية تم بتنسيق بينها وبين عمالة الإقليم والمجلس الإقليمي لشفشاون، ولا علاقة للجماعة به"، معتبراً أن "القيام بنشاط في فضاء عام يوجد تحت مسؤولية المجلس الجماعي بدون ترخيص منه يعتبر مسا خطيرا بمبدأ دستوري (مبدأ التدبير الحر للجماعات الترابية)، وتدخلا غير قانوني في شؤون الجماعة".

واعتبر المصدر ذاته أنَّ "مدينة شفشاون، الحاضرة الأندلسية العريقة، كرست عبر التاريخ هوية بصرية لألوان جدرانها وخصوصية معمارها، كما أن مثقفيها وفنانيها منفتحون ومتعاونون مع كل من يريد مد يده إليهم"، مبرزاً أنه "ومن حيثُ أن الألوان المستعملة في صباغة الأدراج أثارت حفيظة العديد من الفنانين والمثقفين وسكان المدينة، فإن المجلس الجماعي سيعمل بعد توسيع الاستشارة على إصلاح هذا الخطأ".

هسبريس- عبد السلام الشامخ

التعليقات


إضافة تعليق
التعليقات تخضع للرقابة قبل نشرها