الاتحاد المغاربي يسعى لإنشاء قطار عابر للدول
خطوات حثيثة يقوم بها الاتحاد المغاربي لإقناع دول المنطقة بالأهمية الجيو استراتيجية لمشروع القطار العابر للبلدان المغاربية؛ فبعدما أنهى التكتل الإقليمي الدراسة الأولية التي أعلن تفاصيلها في وقت سابق، يسارع الزمن من أجل جذب المستثمرين لتمويل القطار المغاربي، منذ بداية الشهر الحالي، إذ يرتقب أن يعقد "ندوة مغاربية" الأربعاء بدولة تونس، وذلك بمناسبة الاحتفال بمرور ثلاثين سنة على تأسيسه.
وتفيد المعطيات التي نشرتها وكالة الأنباء التونسية بأن الندوة سيشارك فيها خبراء من الدول الأعضاء واللجنة التوجيهية للمشروع، فضلا عن العديد من المستثمرين وأصحاب الشركات الكبرى ومنظمات التنمية الدولية، تحت إشراف الأمين العام للاتحاد، الطيب البكوش، بغية عرض مشروع القطار وتسليط الضوء على أبعاده الاقتصادية والسياسية والاجتماعية.
في هذا الصدد، قال إدريس لكريني، رئيس منظمة العمل المغاربي، إن "طرح المشروع في هذه المرحلة بالذات مرتبط بالجانب الدعائي، وهو أمر مهم، لأنه لا يحمل دلالات اقتصادية فقط، ولكن أيضا دلالات اجتماعية، على اعتبار أن المشروع بكل تأكيد ينسجم مع رغبة الشعوب المغاربية في التواصل وكسر الحدود، فضلا عن تجسيد التعاون والتنسيق عمليا وواقعيا".
وأضاف لكريني، في تصريح أدلى به لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "الدلالات الاقتصادية حاضرة أيضا في المشروع، فبكل تأكيد ستكون له تبعات على مستوى تعزيز السياحة بين البلدان المغاربية، وكذلك تشجيع العلاقات الاقتصادية وتعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدان الخمسة"، وزاد مستدركا: "لكن يبدو أنه ثمة إشكالات وعوائق تواجه أجرأة المشروع".
وأوضح أستاذ العلاقات الدولية وتدبير الأزمات بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية في جامعة القاضي عياض بمراكش أن "العوائق متصلة بالأساس بخلفيات سياسية لا تعكس في حقيقة الأمر رؤية إستراتيجية واستشرافية، على اعتبار أن عالم اليوم هو عالم التكتلات والتنسيق والتعاون، خصوصا أن المنطقة المغاربية تعتبر من أقل المناطق تشابكا من الناحية الاقتصادية والتجارية، ما يكلفها هدر مزيد من الزمن والفرص الاقتصادية والتجارية، بل وحتى السياسية".
وشدد مدير مختبر الدراسات الدولية حول تدبير الأزمات على أن "التعاطي الإيجابي مع مشروع القطار المغاربي سيشكل هدية إيجابية للشعوب المغاربية في هذه المرحلة بالذات، التي تعرف فيها المنطقة العربية بشكل عام والمغاربية على وجه الخصوص مجموعة من التحديات والمخاطر، التي تجسد الفرقة والصراعات بكل أشكالها؛ كما أنها رسالة أيضا للدول المتهافتة على المنطقة، خصوصا دول الضفة الشمالية التي تسعى إلى بقاء الأمور جامدة، ومن ثمة استغلال التعثر لخدمة أجندتها ومصالحها الضيقة".
هسبريس - مصطفى شاكري