انطلاق القمة العربية في تونس

انطلقت القمة العربية في دورتها الثلاثين، اليوم الأحد في تونس، في ظل تباين المواقف بين العديد من الدول بشأن عدد من القضايا، وأساسا طبيعة الرد على الموقف الأميركي الاعتراف بسيادة الاحتلال الإسرائيلي على الجولان السوري، ومستجدات القضية الفلسطينية، فيما تجاهلت القمة قضايا خلافية أخرى، كالأزمة الخليجية.

وقبل أن يسلم العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، للرئيس التونسي الباجي قائد السبسي رئاسة القمة العربية، أكد في كلمة على ضرورة قيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود 67 وعاصمتها القدس الشرقية، مضيفا أن القضية الفلسطينية "على رأس اهتمامات المملكة"، كما شدد على أهمية حل سياسي في سورية، ورفض "بشكل قاطع" المساس بالسيادة السورية على الجولان المحتل.

وعبر العاهل السعودي عن دعمه لجهود الأمم المتحدة للوصول إلى حل سياسي في اليمن، وكذا "حرص المملكة على ضرورة الوصول إلى حل سياسي للأزمة الليبية".

ولم يفت الملك سلمان مهاجمة إيران، إذ قال إنها "تواصل دعم الإرهاب في العالم"، وإن "السياسات العدوانية للنظام الإيراني تنتهك المعاهدات الدولية".

وبعد إدانة هجوم نيوزيلندا الإرهابي، الذي راح ضحيته خمسون قتيلا وعشرات الجرحى على يد متطرف يميني أسترالي هاجم مسجدين، أكد العاهل السعودي أن "الإرهاب لا دين له ولا عرق". 

وفي كلمته في افتتاح القمة، قال السبسي، الذي اقترح "قمة العزم والتضامن" عنوانا لهذه القمة: "علينا تجاوز الخلافات وتنمية أواصر التعاون الفعلي بين الدول العربية"، مشددا على أنه "من غير المقبول أن تستمر المنطقة العربية في صدارة بؤر التوتر والإرهاب في العالم".

وأضاف: "بات من الضروري تجاوز الخلافات بين دولنا العربية لاستعادة زمام المبادرة"، مشددا على أن "تحقيق الأمن في المنطقة لن يتحقق إلا عبر إقامة دولة فلسطينية مستقلة"، ومحذرا من "تداعيات الأزمة في ليبيا على الأمن والاستقرار في المنطقة"، وان "الحوار والتوافق هو السبيل لإنهاء الأزمات في ليبيا، ولا بد من دعم الجهود الدولية".

وجدد السبسي التأكيد على أن "الجولان أرض عربية، وهي أرض محتلة"، ثم دعا إلى أن "نرتب أولياتنا على قاعدة الأهم قبل المهم".

وقبل ساعات من بدء القمة العربية الثلاثين تأكد غياب العديد من رؤساء الدول لأسباب مختلفة، ومعهم تُغيَّب العديد من الملفات الخلافية والحساسة، بل حتى موضوع إعلان الولايات المتحدة "سيادة إسرائيل" على هضبة الجولان السوري المحتل، والذي لقي إدانة دولية كبيرة، سُجلت بشأنه خلافات واضحة، بين المطالبة بتحرك دولي في الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي لإدانة القرار، وبين من يريد الاكتفاء بنصّ للإدانة.

كذلك، شكّل موضوع إعادة سورية إلى الجامعة العربية ملفاً خلافياً آخر استدعى تأجيله، فيما غابت قضايا حساسة عن القمة، من الموجة الجديدة من الحراك العربي، في الجزائر والسودان، إلى الأزمة الخليجية.

وكانت تونس تأمل أن تُحدث القمة اختراقاً في أيّ من الملفات العربية الحساسة، لكن يبدو أن وضع العلاقات العربية معقّد إلى درجة أن الطموح تحوّل إلى مجرد جمع أكبر عدد من القادة العرب على طاولة واحدة، الأمر الذي يبدو أنه لن يتحقق أيضاً. 

وبينما تأكد حضور أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، والرئيس اللبناني ميشال عون، ووصول الملك السعودي سلمان بن عبدالعزيز إلى تونس منذ الخميس لترؤس وفد بلاده في القمة، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، فإن الحضور الإماراتي والبحريني والعُماني لن يكون على مستوى "الصف الأول". 

اختارت الإمارات حاكم الفجيرة، حمد بن محمد الشرقي، لتمثيلها. كذلك يغيب ملك المغرب محمد السادس والرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة. كما تأكد غياب الرئيس السوداني عمر البشير، الملاحق من المحكمة الجنائية الدولية عن القمة، لا سيما أن تونس عضو في المحكمة.

وعشية انعقاد القمة فجّر الرئيس الأميركي دونالد ترامب قنبلة في وجه المسؤولين العرب، بإعلان اعتراف بلاده بـ"سيادة إسرائيل" على هضبة الجولان السوري المحتل، في تحدٍ للمعايير الدولية وللقرار العربي، مستغلاً الانقسام العربي. 

ويصادف انعقاد القمة الثلاثين، مع إحياء الفلسطينيين يوم الأرض، في وقت تحوّل فيه التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي من عملية سرية لبعض الدول إلى مجاهرة علنية أمام مرأى الجميع. 

وكالات

التعليقات


إضافة تعليق
التعليقات تخضع للرقابة قبل نشرها