تونس.. هبات الله الطبيعية ومرافق متطورة (فيديو)

ازدهرت السياحة في تونس خلال الأعوام القليلة الماضية، إذ اهتمت الجمهورية التونسية بتطوير كل الخدمات والمرافق وأيضًا العروض التي تُهِم السائح، فتلك البلد العريقة لم تكتفِ بهبات الله الطبيعية لها من طبيعة خلابة وشواطئ ومناخ معتدل، بل حرصت أشد الحرص على توفير كل الوسائل والخدمات التي تشجع السياحة وتجذبها إليها على مدار العام وليس لموسمٍ محدد، حتى وصل متوسط عدد زُوَّار تونس سنويًّا إلى أكثر من ستة مليون سائح. 

تمتلك تونس الكثير من المدن السياحية الجميلة التي تزخر بالآثار التاريخية والمعالم السياحية والطبيعة الخلابة، مثل مدينة تونس العاصمة، ومدينة قرطاج، ومدينة عين دراهم، وجزيرة جربة، وغيرهم الكثير.

مدينة عين دراهم 

إذا كنت من عشاق اللون الأبيض الثلجي أو من محبي رياضة التزلج أو التزحلق على الجليد، فمدينة عين دراهم هي وجهتك المثالية، إذ تقع المدينة في مرتفعات تونس على ارتفاع كيلومترٍ واحد من سطح البحر، الأمر الذي يجعلها أول ما يستقبل الثلوج المتساقطة في فصل الشتاء. 

ويصل سُمك الثلوج في مدينة عين دراهم ما يقارب المترين، مما يجعلها قبلةً رائعة لمَن يريد ممارسة رياضة التزلج. 

ولعلَّ ذلك كان سبب ازدهار السياحة في تونس عمومًا ومدينة عين دراهم لا سيما في فصل الشتاء. ولم تغفل المدينة عن تطوير العوامل الجاذبة للسياحة في فصل الصيف، إذ تتحول المدينة إلي منتزهٍ غابي تحتضنه أشجار الصنوبر والزان والبلوط والفلين، كما يُنظِّم المنتزه الكثير من رحلات التخييم والشواء والسهرات الليلية والغنائية الرائعة، وهناك أيضًا المنازل الجبلية المُجهَّزة التي يمكنك قضاء ليلةٍ ممتعة بها. 

وما يزيد من روعة الأمر هو اعتدال المناخ في تلك المدينة صيفًا؛ فبينما تنظر إلى نجوم السماء من ذلك العلو، يمكنك استنشاق الهواء البارد المنعش دون التضرر من حرارة الجو. 

جزيرة جربة 

يُطلق عليها السياح «جزيرة الأحلام» لشدة روعتها. 

وتمتد جزيرة جربة على طول شاطئ البحر الأبيض المتوسط لأكثر من 130 كيلومترًا، وبطول هذه المسافة الكبيرة تنتشر القلاع والحصون القديمة التي أورثها لنا العصر العثماني والحضارة الإسبانية منذ القرن السادس عشر. 

يغلب على الجزيرة الهندسة المعمارية العتيقة التي اشتهرت بها الحضارات القديمة، فتترامي المنازل الريفية بها متفرقة لتحمي الآبار، كما تصطف بها أشجار النخيل على طول الطرق حتى ساحل البحر الأبيض المتوسط، ويصل عدد أشجار النخيل في جزيرة الأحلام بتونس إلى ما يقارب المليون شجرة، وتحتوي الجزيرة على مجموعةٍ من التلال التي يستقر على أحدها مسجد سيدي جمور الصغير. 

ويحكي البعض أن البطل أوديسيوس كان يلجأ مع بحارته إلى جزيرة الأحلام للاستمتاع بروعة الطبيعة الساحرة. 

مدينة سوسة 

مدينة سوسة هي جوهرة تونس وأشهر مدنها وأقدمها، وأيضًا أكبر مدينةٍ سياحية. يهفو إلى زيارة مدينة سوسة ما يزيد عن المليون والنصف مليون سائح سنويًّا. ومن أهم أسباب شهرة مدينة سوسة هو تاريخها العريق الذي يرجع إلى ما يزيد على عشرين قرنٍ من الزمان، حين شيدها الفينيقيون على ضفاف البحر الأبيض المتوسط، ولا تزال مظاهر الحضارات القديمة ظاهرةً بها حتى الآن، وتتمثل في المعالم الأثرية الإسلامية الرباط والجامع الكبير والمتحف الأثري، وهناك أيضًا القلعة القديمة التي تطل على البحر، كما تزدهر المدينة بالمزارات السياحية والترفيهية الحديثة، فبها أول مجمع سياحي أُسِّس في تونس بكاملها «القنطاوي»، وكذلك هناك الكثير من المنتجعات والفنادق الفاخرة والمطاعم والمقاهي. 

وتشجع السياحة في تونس، لا سيما مدينة سوسة، الكثير من الفعاليات والمهرجات والاحتفالات التي تنظمها المدينة، مثل مهرجان أوسو الشهير الذي بدأ الاحتفال به منذ ما يزيد على 2000 عام. 

مدينة تونس العاصمة من أقدم المدن الإسلامية التي عرفها التاريخ. ما زالت تحمل بصمات العصر الإسلامي القديم، وبها الكثير من المعالم التاريخية المهمة، مثل جامع الزيتونة، وهو من أقدم جوامع قارة إفريقيا كلها، إذ بُني عام 97 هجرية، ومتحف باردو الذي يختص بفنِّ الحضارة الرومانية القديمة، وكاتدرائية القديس فنسنت دي بول.

مقالات

 

التعليقات


إضافة تعليق
التعليقات تخضع للرقابة قبل نشرها