اندونيسيا: سكان منطقة الانفجار البركاني يرفضون الرحيل
على الرغم من نزوح عشرات الآلاف من سكان منطقة بركان جبل أغونغ في جزيرة بالي السياحية في اندونيسيا، بعد تحذيرات السلطات في البلاد من انفجار بركاني وشيك، لا يزال بعض المواطنين يقيمون داخل منطقة الخطر، بحجة نجاتهم من اندلاعه المرة الماضية، والتي وقعت العام 1963، والبعض الآخر بسبب طقس تقليدي يتبع لقبيلتهم.
الاندونيسيان جيدي سودانا الذي يعمل شرطياً، وخطيبته ويسي فترياني، من بين المتواجدين في منطقة الانفجار البركاني الوشيك، وصرحا لموقع ctvnews.caالإخباري الكندي أنهما يُخططا للزواج داخل القرية في أبريل من العام المقبل، بسبب اعتزامهما عقد حفل زفاف هندوسي تقليدي، يتطلب الصلاة في مزار الأسرة الموجود في منطقة الخطر.
ولم تتمكن معظم عائلة العروسان من حضور الحفل التقليدي بسبب نزوحها للمخيمات، حيث قال سودانا "كنا نخطط لهذا لأكثر من شهر، ولم نكن نعرف إن هذا سيحدث"، مُبيناً أنهما على علم بالمخاطر ولكن لديهما إيمان قوي بأن الله سيحميهما.
نينغاه مونغكرنغ جدة سودانا والتي تشاركه في الحفل داخل منطقة الخطر، استذكرت لحظة اندلاع الجبل البركاني أغونغ في عام 1963، وكان عمرها حينها 25 عاماً، حيث كان على مرحلتين وقعا في مارس/ آذار ومايو/أيار من ذلك العام، وقُتل آنذاك حوالي 1،100 شخص.
وقالت مونغكرنغ "لم يكن هناك أي إشارة على الإطلاق، انفجر البركان فجأة، وانتشرت الحمم ثم أمطر الجبل القرية بالرماد البركاني"، مُوضحة أن الفرق الآن هو إمكانية الشعور بموعد وقوع الزلازل البركاني.
أما القروي الاندونيسي جيد ويندو 60 عاماً، فيرفض الرحيل، مُعللاً سبب ذلك أنه وعائلته نزحوا عن القرية لمدة ثمانية شهور، عند الانفجار البركاني الأول عام 1963م، وعندما عادوا كان عليهم استصلاح أرضهم لمدة عامين متتاليين حتى تنمو بالشكل الصحيح.
وتابع ويندو الذي نزحت عائلته الحالية عن القرية "لم أرَ شيئاً حدث الآن، وأعتقد لا يوجد شيء، مؤكدا أنه سيغادر عند مغادرة كافة المسئولين من القرية.
ومنذ إعلان السلطات الاندونسية رفع حالة تأهب البركان إلى اعلي مستوى يوم 22 سبتمبر الماضي، لاذ أكثر من 140،00 قاطناً في محيط جبل أغونغ بالفرار، وأُغلقت الشركات وباتت الطرق فارغةً، باستثناء دوريات الشرطة، والقرويين اللذين يعود بعضهم للـتأكد من ممتلكاتهم ويفرون مُجدداً.
وكان علماء البراكين في الحكومة الاندنوسية رصدوا مئات الزلازل البركانية التي تقع يومياً داخل الجبل البركاني، إلى أن بلغت الصهارة ذروتها، ما دفعهم لإعلان حالة التأهب القصوى من ثوران بركاني وشيك، أصبح ممكناً في أي وقت.