حلم التطور بين عصابات العمل كحلم إبليس بالجنة
منى الرشيدي – الرياض
كل فرد في هذا العالم يطمح إلى العيش بحياة كريمة، ولن يحصل أحد على تلك الحياة إلا بالجد والعمل الدؤوب على تطوير المهارات والكفاءات. ونحن كبشر نعشق التغيير، ونملُّ من الروتين والحياة المملة؛ إذ نعشق التحدي وكل شيء يرتقي بنا، ويأخذ بأيدينا إلى الأمام.
كل موظف في هذا العالم يرغب في تطوير ذاته، كما أنه يطمح إلى أن يكون أفضل مما كان عليه في السابق، إلا أن وجود ما يشبه "عصابات العمل" تمنع من تطوير الموظفين، والارتقاء بأنفسهم، والحصول على ترقيات تتناسب مع كفاءاتهم أو حتى خبراتهم الطويلة.
لذا يجد بعض الموظفين التهديد والوعيد لو فكر فقط في أن يتقدم خطوة إلى الأمام دون رضا مدير المجموعة المتنفذة، أو أحد أعضائها.
إن كنت ترغب في الحصول على ترقية في بعض المنشآت فيجب عليك كموظف أن تنال رضا جميع أفراد المجموعة؛ لأن رضاهم سيوصلك إلى كبيرهم دون جهد يُذكر، وإن لم تكن واعيًا تمامًا بمعنى أهميتها ستعيش في دوامة، لن تجد منها مخرجًا.
وعلى سبيل المثال: لو غضب منك أحد أفرادها فالويل لك؛ لأن غضبهم سيصيبك دون أدنى شك، وسيبدؤون بتأويل وتلفيق القصص عليك من حيث لا تعلم، حتى أن تلك القصص ربما تصل إلى أبعد مما تظن وترى والعياذ بالله.
أما إن غضب عليك كبيرهم فهنا بداية لما وراء اللامفهوم؛ إذ يصبح مقر العمل جحيمًا لا يطاق؛ تتهافت عليك المصائب من كل حدب وصوب؛ ينتظر زلتك ليقوم بإنهائك وكأنك عدو مبين، هذا من غير الإنذارات وتأخير المعاملات في الإجراءات كافة، وكأن لسان حاله يقول "فيك خير خلص أمورك".
هنا يكون الموظف بين أمرين: إما الاستسلام؛ فالعاقل من يشتري راحة باله، وخصوصًا إن لم يكن لديك فيتامين "واو"، وهو أحد الفيتامينات المعروفة بفاعليتها مجتمعيًّا. وأنه الوحيد الذي يسمن ويغني مع هذه النوعيات.. أو الاستمرار والبقاء تحت الضغط النفسي والقهري مع الصبر والمصابرة، والله يعوضك خيرًا في أمانك النفسي الذي سيؤثر بكل تأكيد على سلامك الجسدي..
في مثل هذه المنشآت حلم التطور والتغير للأفضل كحلم إبليس بالجنة.. والخيار لك.
سبق