شاهد.. افتتاح متحف بدون أي فن في فرنسا

في العصور المصرية القديمة، كان العطر الأول المعروف للبشرية يسمى "كيفي"، وصنعه الفراعنة من البخور المصنوع من شجرة المر والنبيذ والعسل، واستخدمت هذه الوصفة التي تعود إلى عام 1500 قبل الميلاد، لطقوس مقدسة وللشفاء، بعد إلقاء البخور على الفحم الساخن وبالتالي فإن الرائحة سترتفع مع الدخان.

الآن تم إعادة كيفي بعناية إلى الحياة من قبل مجموعة من العطور المعاصرة في متحف غراند موسي دو بارفوم الجديد الذي افتتح مؤخراً في العاصمة الفرنسية باريس، بحيث يمكن لأي شخص أن يأخذ مرة أخرى في الوقت المناسب هذه النفحة القديمة.

ويعرض المتحف أكثر من 60 عطرا مختلفاً، يتتبع من خلاله تطور العطور حتى يومنا هذا مع الروائح في رائحة الزهور الاصطناعية التي ترش رذاذه.

"المتحف يعد تكريما للعطر، لدينا شعور بالرائحة وكيف العطور تمثل رمزاً للفن الفرنسي" قالت الرئيس التنفيذي للمتحف ساندرا أرمسترونغ، ويُعد عطرها المفضل في المتحف هو كيفي، وتوصفه بالحار والحلو في نفس الوقت.

المتحف أفتتح داخل دوار قصر سابقاً كريستيان لاكرويكس مايسون دي كوتور والذي شيد في القرن الثامن عشر، ويفتتح "قصص العطور والتاريخ".

ويعرض الأزواج الذين غيروا اللعبة في تاريخ العطور، مثل قصة حب بين كليوباترا ومارك أنطونيو إلى جانب الشراكات التجارية، مثل كاثرين دي ميديسي وعطورها التي قدمت العطور إلى فرنسا.

ولم يكن العطر يستخدم دائما لفن الإغراء، ولم يكن دائما في زجاجة، ومع مجموعة من بوماندر وبوتبوريس، يعرض المتحف كيف تطورت الروائح في روما القديمة، حيث استخدم الناس العطور في طقوس الحمام، إلى العصور الوسطى، حيث حمل العديد منهم الإسفنج المعطر في صناديق صغيرة.

وكان صانع العطور الإيطالي جان ماري فارينا نقع المحكمة الفرنسية في عطر إيو دو كولوغن، الذي اخترعه عام 1695، وهنا أعاد المتحف تشكيل الرائحة الشهيرة بمسك تونكين.

ويعرض المتحف عطر أليس في بلاد العجائب على غرار "حديقة الروائح" مع الزهور الاصطناعية، ولكل منها رذاذ رائحة غامضة.

وتقول ارمسترونغ "النار من مدخنة، جديدة مثل الزهرة، التوت، الريحان، أو منظر البحر، انها من روائح نتجاهلها في حياتنا اليومية ".

هناك أيضا قسم يسحب الحجاب الغامض عن عملية فن العطور ويتتبع الحرف اليدوية للفنان من المواد الخام إلى المنتج النهائي، بما في ذلك مختبر العطور التاريخية التي أنشئت من 1775، الذي هو على غرار عطور ماري انطوانيت هوبيغانت، والذي صنع العطر المفضل الملكة، من مزيج زهر البرتقال، القزحية، وخشب الأرز.

وفي مرحلة تثبيت العطر "كوكبة روائح" يأخذ "جهاز العطور التقليدية" تركيبة من الروائح ويجعلها في الموسيقى السمفونية الإلكترونية.

وتقول ارمسترونغ "العطور على حد سواء الفنانين والعلماء لقد ربطنا العطور لقدرتها لكشف سر تكوينها".

وقد يجد البعض أيضا العطور الحديثة المفضلة لديهم مصطفة في قاعة المتحف الشهيرة، حيث يحتفل أكثر من 50 عطرا، ومنها كالفن كلاين سك ون وهي واردة لجلب العطور للجنسين في تسعينات القرن الماضي، "كان معلما في العطر لان دفعت تحية للثقافة الاجتماعية، قالت ارمسترونغ، مضيفةً "العطور ليس لها أي نوع من الجنس".

المتحف الغير عادي مول من القطاع الخاص بتكلفة بلغت 7 ملايين $ لإنشاء يبدو أنها بنيت بحتة على شغف حاسة الشم.

وتختتم ارمسترونغ "إنه عن الإحساس والاستمتاع من أنوفنا فقط، الشعور بالرائحة هو جوهر تجربة المتحف ".

 

 

 

 

 

التعليقات


إضافة تعليق
التعليقات تخضع للرقابة قبل نشرها